بعد سقوط نظام صدام حسین، أحببت أن أذهب الی الزیارة، و خاصة فی یوم عرفة حیث دأبت منذ سنوات التوجه الی الحج، ولکنی هذه السنة أحسست باحساس غریب وقت عرفه للتوجه الی کربلاء و خاصة عندما یقرأ الانسان الکم الهائل من الروایات فی حق زیارة عرفه حیث تعادل ألف حجة و ألف عمرة و ألف غزوة مع نبی مرسل.
قررنا الژتوجه الی الزیارة أنا وأحد الحجاج المؤمنین و هو الحاج محمد هزیمة، الذی أتی من أمریکا للزیارة حیث کان یعیش لمدة 20 عاما هناک، و دعوته للتوجه معنا أحد قراء العزاء و هو الشیخ أحمد عطا اسماعیل، الذی یعیش فی حمص و الشیخ حسن الحداد البحرانی الذی مر ذکره سابقا، و عندما وصلنا الی مقر الحافلات التی تقلنا الی سوریا، و من بعدها الی لبنان سألنا عن أخی السید محمد نظام السوری و اسمه محمد و هو سائق، فقال لنا أحد السائقین بأنه غیر موجود و ذلک لکی نذهب معه هو، و لما نجد سائقنا وافقنا معه فأخد جواز سفر أحدنا لیسجله و کان جواز الشیخ أحمد اسماعیل.
و ما أن تقدمنا أمتارا حتی وجدنا محمد نظام سائقنا، فعدنا لنأخذ الجواز من السائق الثانی، ولکنه کان قد اختفی و معه الجواز فاضضطررنا للانتظار ساعة حتی عاد السائق ولکننا أحسسنا بأن هناک تعسیرا ما قد یصیبنا.
و بعد أن صعدنا مع سائقنا و وصلنا الی الحدود اللبنانیة و کانت المفاجأة الثانیة هی أن مدة جواز سفر الشیخ أحمد منتهیة، فاجتاز الحدود اللبنانیة السوریة بالهویة الشخصیة، ولکن المشکلة کیف سیعبر الحدود السوریة العراقیة.
و أثناء الطریق أضاع الجواز أیضا و أخذ یبحث عنه حتی وجده، فقلت له: ما قصة هذا الجواز العجیب؟
فضحک و قال: ایه و الله انه أمر عجیب
فأخذنا بالتوسل حتی نصل الی کربلاء دون أن نضطر الی العودة أو التأخر عن یوم عرفه. فتوسلنا بأبی الفضل (ع) و توسل الشیخ أحمد بعبد الله الرضیع و ببرکة أهل البیت (ع) استطعنا أن نعبر الحدود السوریة و العراقیة فی برکة أهل البیت (ع(، و الحمدلله وفقنا للزیارة و العودة سالمین و کلنا میقینین بمحمد و آل محمد (ص(.