نقل العالم الثقة الشیخ (حسن) حفید صاحب الجواهر، عن الحاج (مینشد) الموثوق و صاحب الکرامة قوله:
»کان هناک رجل اسمه (مخیلف) ابتلی بالشلل، و دام شلله مدة ثلاثة أعوام، کان یحضر خلالها مجالس عزاء الامام الحسین (ع) فی مدینة (خرمشهر) و کان یجلس بصعوبة جدا و بمساعدة من الآخرین، و کان محروما من الأولاد و من المتعة الزوجیة.
فی شهر محرم أقیم العزاء فی الحسینیة، و کان یوم السابع الذی یحدد لذکر مصائب ابیالفضل العباس (ع(، و کان (مخیلف) یجلس جنب المنبر لأنه مضطر لمد رجلیه.
و کان العرف یقتضی أن یقف الجمیع عند ذکر الشهادة، لیندبوا و ینوحوا بلهجات مختلفة، و یلطموا وجوههم و صدورهم، و تتصاعد و تیرة العزاء و البکاء حتی لکأن الجدران تنوح معهم، و بینما کان الجمیع منفعلا علی تلک الحال، اذ بهم یرون (مخیلف) یقف بینهم و هو یلطم رأسه و صدوره و ینوح.. فأدرکوا أن أباالفضل العباس (ع) قد تکرم علی أهل المجلس بکرامة شفاء هذا الرجل المشلول.
فهجم الحاضرون علی (مخیلف) و مزقوا ملابسة للتبرک بها، و قبلوا
وجهه و یدیه، و أقیم یومها فی (الحمرة(، أکبر من عزاء یوم عاشوراء، و ارتفعت أصوات البکاء و الآهات و الندب و النواح.
و کانوا عند الظهر یقدمون الطعام للحاضرین، لکن تلک الحالة من التأثر استمرت حتی الثالثة بعد الظهر، و لما هدأ المجلس، وزع الطعام، و سألوا (مخیلف(، عن تلک الکرامة و ما جری له، فقال:
عندما قام الحاضرون، و أخذوا یلطمون وجوههم و صدورهم و یبکون، أخذتنی حالة بین النوم و القیظة و أنا تحت المنبر، فرأیت رجلا ذا طلعة نورانیة طویل القامة، یمتطی فرسا بیضاء وقف فی المجلس و قال لی: یا مخیلف لم لا تلطم مع الناس علی العباس؟
فقلت له: مولای لا أستطیع فعل ذلک.
فقال: قم و الطم علی العباس.
فکررت له عجزی عن ذلک فقال: قم و الطم.
قلت له: یا مولای أعطنی یدک لأقوم.
فقال: لیس عند یدین.
فقلت: فکیف أقف اذن؟
قال: الزم رکاب الفرس و قم.
و حسب أمره تمسکت برکاب الفرس، و خرجت من تحت المنبر، فغاب عن نظری، فوجدت نفسی سالما معافی«.
لتیسیر ما أرجو فأنت أخو الشبل
لأنک للحاجات تدعی أباالفضل
أباالفضل انی جئتک الیوم سائلا
فلا غروا أن أسعفت مثی بائسا