روی أن هناک امرأة مسنة وهی جالسة عند شباک العباس (علیهالسلام(، وهی تبکی بکاء شدیدا، فتوجه رجل نحوها و سألها عن سبب بکائها، ظنا منه بأنها محتاجة و أنه میسور الحال، فقال فی نفسه: سأعطیها بعض النقود لقضاء حاجتها، فقالت له: أن کل ما موجود عندی هو مبلغ (مائة دینار) و أن هذا المبلع قد فقد منها، و هو مبلغ کبیر فی مطلع الستینات.
و قد جاءت هذه المرأة الی العباس (علیهالسلام(، لتطلب منه بمنزلته عند الله، أن یرد المبلغ لها، فقال: هذا الرجل المبلغ کبیر و هل من المعقول أن الذی سرقه أو عثر علیه سوف یرده الیک، فقالت المرأة: أن ایمانی بالعباس کبیر، فقال الرجل: انشاءالله.
ثم اتجهی هذا الرجل لأداء الصلاة، و فی هذه الأثناء سمع صوتا عالیا فاسرع و أنهی صلاته، و اتجه الی مکان الصوت، و اذا بالمرأة تهلل و تکبر و تقول: عظم شأنک یا سیدی یا أباالفضل، فسألها الرجل، و قال و تعالی فضح دجله و کذبه بکرامة العباس (علیهالسلام(، و أنقذ هذه المرأة المسکینة من القتل، و من هذه التهمة الباطلة.
و عادت الی زوجها الذی مضی علی زواجه منها ثلاث سنوات ثم ینجب منها، کلنه کان یراجع الأطباء و قد اشتغل شقیق المرأة بأنها قد حملت من زوجها بعد أن کان قد تم علاجه، و أصبح جدیرا بالانجاب.