أخبرنی أحد الأشخاص الثقات أن رجلا غنیا من منطقة البقاع فی لبنان قصد الزیارة و التوجه الی المقامات المقدسة فی العراق، و بالفعل توجه هذا الرجل الی کربلاء لزیارة حرم الامام الحسین (ع) و عندما توجه لزیارة مقام أبیالفضل العباس (ع) لم یستطع الدخول خطوة داخل المقام و کأن أحدهم یمسکه و یمنعه من الدخول.
ذهل هذا الرجل من هذا الموقف، و کلما حاول الدخول و کأن یدا تمنعه من الدخول. حاول الخدام أن یدخلوه بالقوة لکن عبثا حاولوا، فعلموا أن هناک شیئا غیر طبیعی یحصل و شعر أن المولی أبیالفضل لا یرید دخوله.
فقلا له أحد خدم القمام: هل فعلت معصیة ما؟
قال الرجل: لا علی الاطلاق، و قد جئت بکل شوق و حنین للزیارة.
الخادم: حاول أن تتذکر لعلک قد ارتکتب شیئا فی حق مولانا أبیالفضل العباس (ع(.
و هنا تذکر الرجل أمرا جعله یبکی بکاءا مرا. و قال:
نعم، لقد تذکرت.. عندما کنت شابا نذرت نذرا بأن الله اذا رزقنی و أغنانی من فضله سوف أخصص حصة مما یأتی لأبی الفضل العباس (ع)
و اذا الله یغدق علی بالرزق العمیم بعد هذا النذر، فأوفیت بنذری أول سنتین فکنت.قتسم نسبة من الأموال و أرسلها عن نیة مولانا أبیالفضل (ع) ولکننی نسیت بعد ذلک بسبب کثرة الأشغال و الأسفار نذری. و ها أنا الآن نادم أشد الندم علی تقصیری فی نذری فی حق مولانا العباس (ع) و أقتسم هذا الرجل جزءا من ثروته التی نذر یوما بأن یجعل حصة منها للصدقات عن أبیالفضل (ع) و عاد و دخل المقام معتذرا ذلیلا علی ما بدر منه.
نعم، مثل هذه القصص تحصل کثیرا و یمکن للسائل أن یسأل خدم الحرم و سکان کربلاء عن أحداث کثیرة کهذه حصلت و تحصل. لذلک، فالعراقیون یحترمون احتراما شدیدا أباالفضل العباس (ع) و یخافون من القسم به کذبا، لذا نراهم اذا اختلفوا فی مسألة لجأوا للقسم عند المولی أبوالفضل و لا یجرؤ أحد علی المعصیة و الاتیان بیمین کاذبة عنده و یلقبونه بصاحب الرأس الحار (أی صاحب الغیرة و الشهامة) أوسبع القنطرة و غیرها.