قال الأستاذ الفاضل السید عبدالرزاق المقرم فی کتابه (قمر بنیهاشم(، نقلا عن الشیخ عبدالرحیم التستری و هو واحد من العلماء الأعلام فی القرن الثالث عشر الهجری، یقول الشیخ: بینما أنا فی حرم أبیالفضل العباس علیهالسلام رأیت زائرا من الأعراب و معه غلام مشلول و قد ربطه بالشباک و توسل بالله أن یشافیه ببرکة و منزلة العباس علیهالسلام عنده و اذا بالغلام قد نهض و هو یصیح بأعلی صوته (شافانی العباس) فاجتمع الناس حول الغلام و مزقوا ثیابه للتبرک بها.
ثم یذکر السید المقرم قضیة أخری و هی أن الشیخ التستری نفسه لما رأی هذا الموقف عاتب العباس و طلب منه أن یقضی حاجته و خاصة أنه فی ضائقة مالیة و أنه أی الشیخ قد طلب ذلک من العباس علیهالسلام سابقا، و قال الشیخ فی نفسه (سوف لا أزور العباس أبدا) و عاد الی داره فی مدینة النجف الأشرف و فی الیوم الثانی من دعوته جاءه الشیخ مرتضی الأنصاری و هو أحد العلماء الکبار فی تلک الفترة و سلم علیه و أعطاه صرتین من المال و قال له هذا ما طلبت من أبیالفضل العباس علیهالسلام فأخذ الشیخ المبلغ و اشتری بقسم منه دارا ثم أخذ القسم الباقی و سافر به الی الدیار المقدسة لأداء فریضة الحج.