و لم یکد یفرغ الامام من خطابه حتی هبت الصفوة العظیمة من أهل البیت علیهمالسلام، و عیونهم تفیض دموعا، و هم یعلنون ولاءهم له، و تضحیتهم فی سبیله، و قد مثلهم أبوالفضل العباس علیهالسلام فخاطب الامام قائلا:
»لم نفعل ذلک؟!! لنبقی بعدک، لا أرانا الله ذلک أبدا..«.
و التفت الامام الی السادة من أبناء عمه من بنیعقیل، فقال لهم:
»حسبکم من القتل بمسلم، اذهبوا فقد أذنت لکم…«.
وهبت فتیة آل عقیل کالأسود تتعالی أصواتهم، قائلین:
»اذن ما یقول الناس:، و ما نقول:، انا ترکنا شیخنا و سیدنا، و بنی
عمومتنا خیر الأعمام، و لم نرم معهم بسهم، و لم نطعن برمح، و لم نضرب بسیف و لا ندری ما صنعوا، لا والله لا نفعل، و لکن نفدیک بأنفسنا و أموالنا و أهلینا نقاتل معک، حتی نرد موردک، فقبح الله العیش بعدک…» (1).
لقد صمموا علی حمایة الامام العظیم، و الدفاع عن أهدافه و مبادئه، و اختاروا الموت تحت ظلال الأسنة علی الحیاة التی لا هدف فیها.
1) تاریخ الطبری 6 / 238.