دعانی فلبیته مذدعا
هوی أودع القلب ما أودعا
و مازلت أعصی دواعی الغرام
و لولاکم لم أجب طیعا
إذا القلب فیکم جوی لا یذوب
فقد کذب القلب فیما ادعا
بکیت علی ربعکم قاحلا
فأخصب من أدمعی ممرعا
فلا النوم خالط لی ناظرا
و لا اللوم قد خاض لی مسمعا
جزعت و لولا الذی قد أصاب
بنی الوحی ما کدت أن أجزعا
غداة أبوالفضل لف الصفوف
وفل الظبا و القنا شرعا
فتی ذکر القوم مذراعهم
أباه الفتی البطل الأنزعا
إذا رکع السیف فی کفه
هوت هامهم سجدا رکعا
و حول الشریعة تحمی الفرات
جموع أبی البغی أن تجمعا
و آب و لم یرو من شربة
و جرعه الموت ما جرعا
فخر إلی ضفة العلقمی
صریعا فأعظم به مصرعا
فما کان أشجی لقلب الحسین
و آلم منه و لا أوجعا
رأی دمه للقنا منهلا
و أوصاله للظبا مرتعا
قطیع الیمین عفیر الجبین
تشق النصال له مضجعا
أبدر العشیرة من هاشم
أفلت و هیهات أن تطلعا
فقدتک یا ابن أبی واحدا
ثکلت به مضرا أجمعا
لقد هجعت أعین الشامتین
و أخری لفقدک لن تهجعا
أساقی العطاشی لقد کضها
الظما فاستقت بعدک الأدمعا
حمیت الضعینة من یثرب
و أنزلتها الجانب الأمنعا
و إن أنس لا أنس أمالبنین
و قد فقدت ولدها أجمعا
تنوح علیهم بوادی البقیع
فیذری الطرید لها الأدمعا
و لم تسلو من فقدت واحدا
فکیف بمن فقدت أربعا