ان ما یتعرف منه منزلة أبیالفضل العالیة و اثبات الخصال الحمیدة له اخبار أئمة الدین العارفین بضمائر العباد و سرائرهم الواقفین علی نفسیات الامة علی کثب بتحققها فیه و قد عبثت أیدی التلف فی أکثرها فان الصدوق یحدث فی الخصال ج 1 ص 35 بعد ذکره حدیث السجاد فی فضل العباس انه اخرج الخبر بتمامه مع اخبار فی فضائل العباس فی کتاب مقتل الحسین علیهالسلام.
وظاهره ان هناک اخبار کثیرة فی فضل أبیالفضل رویت عنا ککتابه المقتل و لا غرو فلقد اندثر بتعاقب الحوادث الکثیر من المؤلفات.
و کیف کان فلعل من تلک الاخبار ما رواه فی عمدة الطالب عن الشیخ الجلیل أبی نصر البخاری النسابة عن
المفضل بن عمر انه قال: قال الصادق جعفر بن محمد علیهالسلام: کان عمنا العباس بن علی نافذ البصیرة صلب الایمان جاهد مع أبیعبدالله وابلی بلاءا حسنا و مضی شهیدا.
و کذلک قوله علیهالسلام فیما علم شیعته ان یخاطبوه به من لفظ الزیارة المرویة بسند صحیح متفق علیه فانه عند التأمل فیما خاطبه به الامام العارف بأسالیب الکلام ومقتضیات الأحوال تظهر لنا الحقیقة و نعرف منزلة للعباس سامیة لا تعد و منزلة المعصومین.
فقال علیهالسلام فی صدر سلام الاذن:
»سلام الله و سلام ملائکته المقربین و أنبیائه المرسلین و عباده الصالحین و جیع الشهداء و الصدیقین الزاکیات الطیبات فما تغتدی و تروح علیک یا ابن أمیرالمؤمنین.»
فانه أشار بهذا الی مصب سلام الله الذی هو رحمته المتواصلة و العطف الغیر محدود الذین لا انقطاع لهما و سلام الملائکة المشاهدین لمقادیر الرجال فی ملأ القدس و حظیرة الجلال و سلام الأنبیاء الذین لا یعدون مرضات الله و وحیه فی أفعالهم و تروکهم و سلام الصالحین و الشهداء الذین ادرکوا بفضل الاتصال بالرسل و أوصیائهم أو بالتجرد و مشاهدة
الحقائق الثابتة فی عالم الغیوب زیادة علی ما عرفوه من مقام أبیالفضل و فضله فکل هؤلاء یتقربون الی الله تعالی بالدعاء له و استنزال الرحمة منه سبحانه و اهداء التسلیمات الیه لما عرفوا انه من أقرب الوسائل الیه و حیث کانت خالصة للزلفة ماحضة فی التقرب الیه جل ذکره عادت زاکیة طیبة بنص الزیارة (الزاکیات الطیبات) و أما علی روایة ابنقولویه فی کامل الزیارة من زیادة (واو العطف) قبل الزاکیات الطیبات فیراد بهما العنایات الخاصة التی لیست بدعاء من احد و لا بأسباب عادیة و لا یعدم هذه الأنبیاء و الأوصیاء و الاقلون ممن اقتفوا اثرهم و لیست هی شرعة لکل وارد و انما یحظی بها الافذاذ ممن کهربتهم القداسة الالهیة و جذبتهم جاذبة الصقع الربوبی و هکذا المقربون و الافذاذ عند صعودهم.
و اذا قرأنا زیارة الصادق علیهالسلام لجده الحسین سلام الله و سلام ملائکته فیما تروح و تغدو و الزاکیات الطاهرات لک وعلیک سلام الملائکة المقربین و المسلمین لک بقلوبهم و الناطقین بفضلک. الخ (1) و ضح لنا ان منزلة أبی الفضل تضاهی منزلة الحسین حیث اثبت له مثل هذا السلام.
ثم قال علیهالسلام:
(أشهد لک بالتسلیم و التصدیق و الوفاء و النصیحة لخلف النبی المرسل(.
هاهنا اثبت لابی الفضل منزلة التسلیم التی هی من أقدس منازل السالکین و فوق مرتبة الرضا و التوکل فان أقصی مرتبة الرضا ان یکون محبوب المولی سبحانه محبوبا له موافقا لطبعه فالطبع ملحوظ فیه واقصی مراتب التوکل ان ینزل نفسه بین یدی المولی سبحانه و تعالی منزلة المیت بین یدی الغاسل بحیث لا ارادة له الا ما یفعله الغاسل به فصاحب التوکل مسلوب الارادة و اما صاحب التسلیم فلا یری لغیر الله وجودا مع الله فضلا عن نفسه و لا یکون له طبع یوافق او یخالف فی الارادة او نفسا قد تنفست بالارادة فهو قریب من عالم الفناء و هذه المرتبة فوق مرتبة التوکل التی هی فوق مرتبة الرضا لا تحصل الا بالبصیرة النافذة و الوصول الی اعلی مراتب الیقین تلک المرتبة التی اخبر عنها أمیرالمؤمنین علیهالسلام «لو کشف الغطاء ما ازددت یقینا«.
أما العناوین الثلاثة و هی «التصدیق و الوفاء و النصیحة» فلا شک ان الامام یرید أن أباالفضل فی أرقی مراتبها لا نبعاثها عن التسلیم و هو حق الیقین فانه المناسب لتصدیقه
بأخیه الحجة و بنهضته فی ذلک الموقف الحرج و هکذا وفاؤه و نصیحته فان وفاء شخص لآخر کما یمکن ان یکون لأجل الاخوة و الرحم و الصحبة و یمکن ان یکون لأجل المعرفة التامة بما أوجب الله له من الحرمة و الحق علی الامة.
و حیث ان الامام اثبت لأبی الفضل أرقی مرتبة السالکین و هی التسلیم اللازم لحق الیقین فلابد أن یکون ما صدر منه من التصدیق بنهضة أخیه و الوفاء لحقه و المناصحة فی العمل منبعثا عن حق الیقین بذلک الامر الواجب لا لأجل ان الحسین اخوه أو رحمه أو ابن رسول الله فان هذه المرتبة و ان مدح علیها الشخص الا ان المرتبة الاولی أرقی و أرفع و لا ینالها الا ذوو النفوس القدسیة ممن وجبت لهم العصمة.
و یؤید ذلک تعقیب العناوین الثلاثة بقوله علیهالسلام (لخلف النبی المرسل) فانه لو لم یرد هذا لقال فی الخطاب لاخیک أو للحسین او لابن أمیرالمؤمنین فالتعبیر بخلف النبی لا یراد منه الا ان الدافع لأبی الفضل علی التسلیم و التصدیق و الوفاء و النصیحة بالمفادات الا کون الحسین اماما مفروض الطاعة و هذا مغزی لا یبعث الیه الا البصیرة الممیزة لشرف الغایات المتحریة لکرائمها.
ثم ان من تخصیص الامام الخطاب له دون غیره من
الشهداء بقوله «لعن الله من جهل حقک واستخف بحرمتک» نعرف ان غیره من الشهداء لم یدرک هذا المدی وان کان لکل منهم حقا و حرمة الا ان شبل أمیرالمؤمنین کانت معارفه أوسع و ایمانه أثبت فکان له حق فی الدین و حق علی الامة لا ینکر فاستحق بکل منهما اللعن علی جاهله و المستخف به فالشهداء و ان اخلصوا فی التضحیة و المفادات و کان منبعثا عن طهارة الضمائر و المعرفة بحق الامام فلهم حقوق و حرمات لکن لحق العباس منعة بنی هاتیک الحقوق و لحرمته بذخ بین تلک الحرمات بعدما ثبت منهما لاخیه الامام المظلوم لنفوذ بصیرته و صلابة ایمانه بنص الصادق.
ثم قال الصادق علیهالسلام فی الزیارة المتلوة داخل الحرم:
(أشهد و اشهد الله انک مضیت علی ما مضی به البدریون(.
لقد جری التشبیه بالبدریین مجری التقریب الی الاذهان فی الاشادة بموقف أبیالفضل من البصیرة فان أهل بدر اظهر افراد اهل البصائر لانهم قابلوا طواغیت قریش علی حین ضعف فی المسلمین و قلة فی العدة و العتاد فلم یملکوا الا فرسین احدهما لمرثد بن مرثد الغنوی و الآخر للمقداد بن
الاسود الکندی و کانوا یتعاقبون علی سبعین بعیر الاثنان و الثلاثة (2).
لکنهم خاضوا غمرات الموت تحت رایة النبوة بقوة الایمان و عتاد البصیرة الا من استولی الرین علی قلبه فردوا سیوف قریش مفلولة و رماحهم محطمة و جموعهم بین قتلی واسری و مشردین فحظوا بأول فتح اسلامی قویت به دعائمه و شیدت معالمه من الامداد بخمسة آلاف من الملائکة مسومین. (3).
و أعظم من ذلک مشهد الطف الذی التطمت فیه أمواج الموت وکشفت الحرب عن ساقها و کشفت عن نابها.
و للاخطار وجه مکفهر
یشیب لهوله المردی الغلام
تری الابطال من فرق سکاری
یدار من الردی فیهم مدام
فقابلهم عصبة الحق من غیر مدد یأملونه أو نصرة
یرقبونها و العطش معتلج بصدورهم و نشیج الفواطم من ورائهم فتلقوا جبال الحدید بکل صدر رحیب و جنان طامن فلم تسل تلک النفوس الطاهرة الا علی قتله أمیة المنقوض و لا اریقت دماؤهم الزاکیة الا علی حبلهم المنتکث فلم تبرح آل حرب الا کلعقة الکلب انفه حتی اکتسحت معرتهم من ادیم الأرض و تفرقوا أیدی سبا فیوم الطف فتح اسلامی بعد الجاهلیة المستردة من جراء اعمال الامویین (4).
و الیه أشار الامام الشهید فی کتابه الی بنی هاشم لما حل أرض کربلاء (من لحق بنا منکم استشهد و من تخلف لم یبلغ الفتح) (5).
فانه علیهالسلام لم یرد بالفتح الا ما ترتب علی نهضته المقدسة و تضحیته الکریمة من نقض دعائم الالحاد و کسح اشواک الباطل عن صراط الشریعة المطهرة و احیاء دین جده
الصادع به الذی لاقی المتاعب فی تأییده و تشییده.
و أنت أیها البصیر اذا استشففت الحادثة من وراء نظارة فی التنقیب تجد سیدنا أباالفضل سید القوم بعد أخیه السبط و هو المسدد لهم فی النضال.
کما ان الباحث اذا اعطی النظر حقه یجد ضحایا (الطف) أشد انقطاعا عن المدد من مجاهدی یوم بدر و ابلغ بأسا واقل عددا مع اکتناف الکوارث بهم و اعواز الملجأ اکثر مما احتف بأهل بدر مع ان المناوئین لشهداء (الطف) أوفر عددا و أقوی عتادا و أوثق مددا. و ان لهم دولة مؤسسة تنضددت جحافلها و خفقت بنودها و تواصلت قواتها بخلاف الحالة یوم بدر فلقد کان المحاربون للمسلمین شتات من طواغیت العرب حداهم الی الحرب بواعث الحقد و النخوة و من المحتمل القریب انحلال جامعتهم اذا ضربت الحرب علیهم بجرانها لأنهم کانوا یفقدون أی مدد من القبائل و لم یخرجوا متأهبین للاستمداد حیث ظنوا خورا فی المسلمین و حسبوا استئصال شافتهم و انهم کشربة ماء (ولکن لا مبدل لحکم الله تعالی(.
فالموقف یوم الطف احرج و الکرب أکثر و المقاسات اصعب و بقدر المشقة تجری الاجور و تفسم الفضائل فشهداء
کربلا أولی بالفضیلة.
و ضرب الامام علیهالسلام المثل لهم بأهل بدر اذ یقول (انک مضیت علی ما مضی به البدریون) لا یوجب فضیلة أهل بدر علیهم کما هی قاعدة التشبیه و انما ذلک من باب التقریب الی الافهام کما فی قوله تعالی (مثل نوره کمشکاة فیها مصباح المصباح) (6).
و أین من النور الالهی المشکاة و مصباحها و لکن لما لم تدرک الابصار ذلک النور الاقدس و انما تدرکه البصائر ضرب الله تعالی المثل بما یدرکونه تقریبا للاذهان و هکذا الحال فیما نحن فیه.
و الی هذه الدقیقة وقع الایعاز منه علیهالسلام فیما بعد هذه الفقرة من الزیارة بقوله علیهالسلام:
»فجزاک الله أفضل الجزاء و أکثر الجزاء و أوفر الجزاء و أوفی جزاء أحد ممن وفی فی بیعته و استجاب له دعوته و اطاع ولاة أمره«.
فلو کان فی المجاهدین من هو أوفر فضلا من أبیالفضل العباس لکان هذا الدعاء أو الاخبار عن امره شططا من القول خارجا عن میزان العدل تعالی عنه کلام المعصوم فاذن لم یکن غیره من المجاهدین مطلقا أوفر فضلا و لا أکثر
جزاء و لا أوفی بیعة الا من اخرجه الدلیل من الائمة المعصومین.
ثم ان هناک مرتبة اخری ثبتت لابی الفضل خصه بها الامام الصادق علیهالسلام بقوله:
»أشهد انک قد بالغت فی النصیحة و اعطیت غایة المجهود فبعثک الله فی الشهداء و جعل روحک مع أرواح السعداء و اعطاک من جنانه افسحها منزلا و أفضلها غرفا«.
فان المبالغة فی امثال المقام عبارة عن بلوغ الامر الی حدوده اللازمة و کم له من نظیر فی استعمالات العرب و محاوراتهم و لا شک ان کل واحد من شهداء الطف قد بالغ فی النصیحة و لم یأل جهدا فی أداء ما وجب علیه و لکل منهم فی ذلک المشهد الدامی شواهد من أقواله و أعماله.
و من المسلم ان المعروف بقدر المعرفة کما وکیفا فصاحب السنام الأرفع فی العرفان المتربع علی اعلی منصة من الایمان لابد و ان یقاسی أشد ضروب الجهاد و یتظاهر بأجمل مظاهرها من الدؤوب علی الحرب و الضرب و ان طال المدی و بعد الأمد ان کان الجهاد نضالا کما لابد له من المثابرة علی مکافحة النفس الامارة وکسر شوکتها ورد صولتها و کبح جماحها و ترویض النفس بالطاعة و الزامها بلوازمها
الشاقة طیلة حیاته ان کان الجهاد نفسیا.
و فی هذین الحالتین لابد و ان یکتنف العمل المقارنات المطلوبة مثل نیة القربة و الاخلاص فیها المنبعث عن حب المولی سبحانه الهادی الی معرفة تؤهله الی الطاعة و عن معرفة نعم الباری عزوجل الواجب شکرها و عن الهیبة الناشئة عن لحاظ عظمته الی أمثال هذه من الملحوظات.
و قصاری القول کما ان مراتب الایمان و المعرفة متفاوتة مقولة بالتشکیک کذلک مراتب العمل متفاوتة حسب تفاوت تلک المراتب فصاحب عمل کان مرتبة محدود بحدودها.
و حینئذ فلاشک ان کل واحد من شهداء الطف و ان بلغ الغایة فی الجهاد وادی حق النصیحة لکن (شهید العلقمی) لما کانت بصیرته أنفذ و علمه أوفر و ایمانه أثبت کان مداه ابعد و غایته أسمی و حدوده أوسع و لذلک خاطبه الصادق علیهالسلام بهذا الخطاب و خصه بالمبالغة فی التضحیة فکان هذا کفضیلة مخصوصة به لأن هاتیک المراتب الراقیة لم توجد فی غیره.
و لعل من ناحیة هذه المراتب الثلاث ثبت له علیهالسلام حق فی الدین و حق علی الامة و حرمة لا تنکر فاستحق ان یخاطبه الامام فی سلام الاذن بقوله:
(لعن الله من جهل حقک و استخف بحرمتک)
و هناک درجة أربی و أربع أشار الیها الصادق بقوله:
(و رفع ذکرک فی علیین(.
فان «حامی الشریعة» لم یبرح مواصلا فی الخدمات حتی اقبل الله تعالی متلفعا بدم الشهادة شهادة صک نبؤها مسامع الملکوت حتی اشرأب له هنالک من أنبیاء و مرسلین و حجج معصومین و ملائکة مقربین و حور و ولدان و أرواح مقدسة و مقدسات زاکیات طیبات فلم یلق علیهالسلام فی صعوده الیهم الا ثغورا باسمه و وجوها مستبشرة و ایذانا له بالبشری الخالدة و نعیم الابد فطفق یرفل بین ذلک الجیل القدسی الزاهر بنور العصمة و رونق العلم و هیبة العظمة و سمات الجلالة و شارات النزاهة و بهجة العطف الالهی و بهاء النظر الی الجلال السرمدی و الاتصال بالرضوان الاکبر و علیه أبهة الولاء و جلالة الطاعة و بلج التضحیة و زلفی المفادات و زهو العلم و العمل و لذکره فی ذلک المنتدی الرهیب رفعة و منعة و الیه یشیر الامام الصادق علیهالسلام فی لفظ الزیارة (و رفع ذکرک فی علیین(.
فان الغرض من هذا التعبیر لیس الا ما شرحناه لا مجرد صعود ذکره الطیب الی ذلک الملأ الأرفع شأن کل صالح فی
عالم الوجود لکن الشأن کله ان یکون لذکر ما لمجید هنالک بذخ و اکبار فیرمقه کل طرف بنظر الاجلال و یسمع الهتاف به باذن التقدیر و تنعقد الضمائر علی تقدیسه ولو أراد الامام مجرد ذکره الی ذلک العالم القدسی لقال فی الخطاب (و رفع ذکرک الی علیین) و لکن حیث انه أراد رفع الذکر بین أفراد اولئک الذین اختص محلهم فیه جاء بفاء الظرفیة فقال (فی علیین(.
و أما قوله علیهالسلام فی الزیارة التی رواها المجلسی فی مزار البحار ص 165 عن مزار الشیخ المفید و ابنالمشهدی.
»لعن الله امة استحلت منک المحارم و انتهکت فیک حرمة الاسلام«.
فیرشدنا الی مکانة سامیة لابی الفضل تصعد به الی فوق مرتبة العصمة فانا لم نجد مثل هذا الخطاب فی أی واحد من الشهداء مع بلوغهم اعلی مرتبة الفضل التی لم یحزها ای شهید غیرهم حتی استحقوا ان یخاطبهم الامام فی زیارة النصف من رجب بقوله (السلام علیکم یا مهدیون السلام علیکم یا طاهرون من الدنس) و یقول أیضا (طبتم و طابت الارض التی فیها دفنتم(.
بل لم یخاطب بمثل ذلک علیا الأکبر الذی لا شک فی عصمته و منه یظهر ان للعباس منزلة و مقاما یشارف مقام الحجج المعصومین علیهمالسلام تناط به حرمة الاسلام کما تناط بهم صلوات الله علیهم و انها تنتهک بمثله کما تنتهک بمثلهم علیهمالسلام و هذا مقام فوق العصمة المرجوة له.
1) مزار البحار ص 148 عن الکامل.
2) شرح النهج الحدیدی ج 3 ص 319 و 320.
3) سورة آل عمران 124.
4) لقد اجاد العلامة السید باقر نجل آیة الله السید محمد الهندی رحمه الله اذ یقول: لو لم تکن جمعت کل العلا فینا لکان ما کان یوم الطف یکفینا یوم نهضنا کأمثال الاسود به و أقبلت کالدبا زحفا أعادینا جاؤوا بسبعین ألفا سل بقیتهم هل قابلونا و قد جئنا بسبعینا.
5) کامل الزیارة ص 75.
6) سورة النور، آیة: 35.