تزوج أمیرالمؤمنین علیهالسلام من فاطمة ابنة حزام العامریة اما بعد وفاة الصدیقة سیدة نساء کما یراه بعض المؤرخین (1) أو بعد أن تزوج بامامة بنت زینب بنت رسول الله کما یراه البعض الآخر (2) و هذا بعد وفاة الزهراء علیهاالسلام لأن الله قد حرم النساء علی علی ما دامت فاطمة موجودة (3) فولدت أربعة بنین و أنجبت بهم العباس و عبدالله و جعفر و عثمان وعاشت بعده مدة طویلة و لم تتزوج من غیره کما ان امامة و اسماء بنت عمیس و لیلی النهشلیة لم یخرجن الی احد
بعده و هذه الاربع حرائر توفی عنهن سید الوصیین (4) و قد خطب المغیرة بن نوفل امامة ثم خطبها أبوالهیاج بن أبیسفیان بن الحارث فامتنعت و روت حدیثا عن علی علیهالسلام ان ازواج النبی و الوصی لا یتزوجن بعده فلم یتزوجن الحرائر و امهات الاولاد عملا بالروایة (5).
و کانت أم البنین من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البیت مخلصة فی ولائهم ممحضة فی مودتهم و لها عندهم الجاه الوجیه و المحل الرفیع و قد زارتها زینب الکبری بعد وصولها المدینة تعزیها بأولادها الأربعة کما کانت تزورها أیام العید (6).
و بلغ من عظمها و معرفتها و تبصرها بمقام أهل البیت انها لما ادخلت علی أمیرالمؤمنین وکان الحسنان مریضین أخذت تلاطف القول معهما و تلقی الیهما من طیب الکلام ما یأخذ بمجامع القلوب و ما برحت علی ذلک تحسن السیرة معهما و تخضع لهما کالام الحنون.
و لا بدع فی ذلک فانها ضجیعة شخص الایمان قد استضاءت بأنواره و ربت فی روضة أزهاره و استفادت من معارفه و تأدبت بآدابه و تخلقت بأخلاقه.
1) الطبری ج 6 ص 89 و ابنالاثیر ج 3 ص 158 و أبوالفدا ج 1 ص 181.
2) مناقب ابنشهرآشوب ج 2 ص 117 و مطالب السؤول ص 63 و الفصول المهمة ص 145 و الاصابة بترجمة امامة: ج 4 ص 236.
3) مناقب ابنشهرآشوب ج 2 ص 93.
4) کشف الغمة ص 32 و الفصول المهمة ص 145 و مناقب ابنشهرآشوب ج 2 ص 76 و مطالب السؤول ص 63.
5) مناقب ابنشهرآشوب: ج 2 ص 76.
6) عن مجموعة الشهید الأول.