3- انهم کانوا خیر من نصرالله، و نصر دین الله، و نصر أنبیاءه و أوصیاءهم من الأولین و الآخرین، و ذلک کما فی الزیارة الصادرة عن الناحیة المقدسة حیث جاء فیها: «السلام علیکم یا خیر أنصار، السلام علیکم بما صبرتم، فنعم عقبی الدار«.
و لعل تفوق هؤلاء علی الجمیع یکون لأجل شدة ایمانهم و اخلاصهم لامامهم الامام الحسین علیهالسلام، و لأجل أن نسبتهم الی نسبة العدو کانت – حسب بعض الروایات التاریخیة – نسبة الواحد الی الألف بل أکثر، و معه قد حصل لهم العلم بأنهم سوف یقتلون عن آخرهم و یقتل معهم الامام الحسین علیهالسلام أیضا، و علموا أیضا أنه لا ظفر ظاهری لهم علی العدو، کما أنهم أیقنوا بأنهم لو ترکوا نصرة امامهم، وانسحبوا عن ساحة القتال و غادروا کربلاء لم یقتلوا، و مع ذل نصروه و أرخصوا دماءهم و بذلوا أرواحهم فی نصرته، بینما لم تجتمع هذه الامور فی غیرهم، لامن حیث شدة الاخلاص، و لا من حیث قلة العدد و کثرة العدو، و لا من حیث الیقین بالقتل، فان غیرهم کانوا علی الأقل یأملون بقاء من ینصرونه.