و علیه: فان السبع الثانیة من عمر کل انسان، جعلها الله تعالی – حسب الأحادیث الشریفة الآنفة – أفضل مقطع من عمر الانسان لتحصیل العلم و المعارف، و أنسب حصة من حیاته لنیل التهذیب و التثقیف، کما و أعطی الله سبحانه و تعالی – بحسب الروایات المبارکة المزبورة نفسها – هذه السنوات السبع أهمیة کبری، و دورا مصیریا فی حیاة الانسان، حیث انها تکون قاعدة رصینة لتحلیق الانسان منها الی سماء الفضیلة و السعادة ان اغتنمت هذه السنوات السبع فی التعلیم الصحیح و التثقیف المطلوب، و الا کانت قاعدة صلبة لقذف الانسان فی هاویة الرذیلة و الشقاء، و ذلک لأن الله سبحانه و تعالی یمن علی الانسان فی هذه السنوات السبع، و خاصة فی السنة الثانیة عشرة الی الخامسة عشرة من عمر الانسان بایقاظ غریزة حب التحقیق و التحری، و حب الاطلاع علی الحقائق و معرفة الواقعیات، و حب التوصل الی المعنویات و الروحانیات، و حب الحصول علی العقائد و الالهیات، و حب العبادة و التدین، کل ذلک استعدادا للسفر الی السنوات السبع الثالثة من عمر الانسان، و الرحیل الی سن المراهقة المشحون بالرهق و التعب من حیاة الانسان.