و لقد ذکرنا فیما سبق: أنه جاء فی زیارة أبیالفضل العباس علیهالسلام المرویة عن الامام الصادق علیهالسلام بسند معتبر ما یثبت لأبیالفضل العباس علیهالسلام هذا الوسام المنیف، و یحرز له هذا النیشان الشریف، و ذلک حیث یقول علیهالسلام: «السلام علیک أیها العبد الصالح» فان الامام الصادق علیهالسلام الذی بیده موازین السماء، و لا یمنح أحدا ما لا یستحق، قد منح عمه العباس علیهالسلام و سام العبودیة لله تعالی مقرونا بوصف الصدق و الصلاح، و لیس وساما مجردا عن هذه الصفة، فان العبودیة المحبوبة عند الله تعالی، و الممدوحة عند رسوله و أوصیائه، هی العبودیة المقرونة بالصدق و الصلاح، ثم یفسر الامام الصادق علیهالسلام معنی العبودیة المقرونة بالصلاح التی أثبتها لعمه أبیالفضل العباس علیهالسلام بقوله: «المطیع لله و لرسوله، و لأمیرالمؤمنین، و الحسن، و الحسین، صلی الله علیهم و سلم» فان العبادة الخالصة، و العبودیة الصادقة، هی: الاطاعة لله تعالی، و لرسوله صلی الله علیه و اله و سلم، و للأئمة الطاهرین من أهلبیت الرسول صلی الله علیه و اله و سلم و قد کان أبوالفضل العباس علیهالسلام المثل الأعلی، و النموذج الأفضل، فی مضمار العبادة، و معنی الطاعة، فهو اذن بحق و جدارة: العابد و المطیع.