جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

کرامات الحاج عباس الکیشوان

زمان مطالعه: 5 دقیقه

روی لنا الحاج الشیخ عباس نجل المرحوم الشیخ محمد علی الکیشوان و من داخل حرم العباس علیه‏السلام و علی مشهد جمع غیر قلیل من الأصدقاء و زوار العباس علیه‏السلام، حیث قال لی و لهؤلاء و أمام شباک و ضریح العباس علیه‏السلام و بالحرف:

»فی عام 1968 و قبیل الساعة (10) مساء و عند الشروع و البدء فی غلق باب حرم العباس القبلی – و بعد أن تم غلق بقیة أبواب الحرم الأخری – شاهدت عن بعد وقوف سیارة مرسیدس استیشن أمام باب قبلة العباس علیه‏السلام حیث نزل منها ثلاثة رجال مع امرأتین برفقة طفلة (بنت) مریضة و بعمر (12) سنة، حیث کانت مسجاة فوق فراشها«.

و لقد قام الرجال (و أحدهم کان أباها و یدعی أزبلان) بنقل الطفلة (البنت) و هی فی فراشها و وضعوها فی أرض الصحن المحیط بالحرم المقدس – حیث کان یسمح فی ذلک الوقت بمنام الزوار فی داخل الصحن رغم غلق أبوابه عند منتصف اللیل عدا لیالی الجمع حیث تظل أبواب الحرم و الصحن مفتوحة حتی الصباح – و عند وصولی الیهم طلب الرجال منی و الذین هم من أهالی الدلیم (الأنبار) طلبوا منی وضع الطفلة (البنت) المریضة فی صباح الغد فی الحرم و ربطها بشباک

العباس علیه‏السلام لعل الله تعالی یعافیها مما تشکو منه لأنهم قد یئسوا من حالتها الصحیة.

ثم غادر الرجال الثلاثة المکان بعد أن أعطوا النساء رقم هاتف خاص لغرض الاتصال بهم فی حالة وفاة البنت أو حدوث شی‏ء آخر…

و فی فجر الیوم التالی و عند فتح أبواب الحرم قمت و بمساعدة آخرین من خدم الروضة بنقل البنت و هی نائمة فی فراشها (و کانت لا تکاد تخرج عن أن تکون هیکلا عظمیا و أنها لا تأکل و لا تشرب الا قطرات من الماء و السوائل التی تسکب فی فمها بین فترة و أخری) الی داخل الحرم.

نعم تم نقلها الی داخل الحرم و قمت بدوری بربطها بالشباک بقطعة من القماش و الدعاء الی الله تعالی فی أن یعافیها من علتها الاتی تشکو منها.

و هکذا استمر الحال علی هذا المنوال (أی نقلها یومیا عند الصباح الی الحرم و ربطها بالشباک و اعادتها فی اللیل و عند اغلاق الحرم الی مکانها فی الصحن) استمر الحال لمدة (7) أیام متتالیة.

و فی الیوم السابع و الأخیر و کالعادة – و عند فتح الحرم صباحا – نقلنا البنت الی الحرم و تم ربطها الی الشباک، و بعد ذلک قمت بأداء بعض الصلوات و النوافل.

و فیما کنت منشغلا فی أداء هذه الصلوات و اذا بی أسمع أم الطفلة تنادی بصوت عالی داخل الحرم: «یا ابنتی یا حبیبتی«.

و لم أکن أعرف سبب صدور هذا الصیاح أو حقیقته، الا أنی شعرت بأن هناک شیئا جدیدا ربما قد حصل للبنت.

لذا أسرعت فی انهاء الصلاة و توجهت أثرها الی المکان الذی ربطت فیه البنت بالشباک – و الذی لا یبعد عن مکان صلاتی کثیرا – و عند وصولی الی هناک وجدت فراش البنت خالیا منها و لیس للبنت أثر، ظننت أن هناک خلافات عشائریة بین قبیلة البنت و قبیلة أخری، قام أثرها أشخاص من القبیلة الأخیرة باختطافها – کما هو جاری بین بعض القبائل – لغرض املاء شروط معینة أو لرد اعتبار أو سوی ذلک.

و بسبب ذلک قد ارتبکت کثیرا لأن مردود هذا الاختطاف – لو حصل فرضا – سینعکس علینا کخدام للروضة العباسیة، حیث أنها باتت فی ذمتنا منذ أن حطت رحالها فی روضة العباس علیه‏السلام.

لذا فقد قمت بالبحث عنها هنا و هناک، کما وکلفت من کان موجودا فی الحرم من الخدم بالتفتیش و البحث عنها فی أرجاء الصحن أو عند أبوابه فی الشوارع القریبة.

و بینما کنت أبحث عنها فی أرجاء الحرم بما فیها رواقاته (أواوینه) – و الشمس لم تشرق بعد – و اذا بی أجد أمامی بنتا فی احدی أروقة الحرم و هو (الشمالی الشرقی) و هی تشمی و تتعثر فی مشیتها، و حیث أنی لم أکن لأعرف شکلها جیدا، لذا فقد سألتها عمن تکون فأجابت:

»أنا الذی کنت نائمة بجوار شباک العباس علیه‏السلام لمدة (7) أیام، حیث جاءنی سیدی هذا الیوم و طلب منی القیام فقمت و جئت معه الی هنا، و قد قلت – و الکلام لا زال للبنت – له: من أنت؟ فقال: أنا الذی جئت الیه منذ أسبوع«.

و أضافت البنت فی حدیثها: «ان سیدی کان واقفا الی جواری حین جئت الی هنا ولکن یظهر أنک لم تشاهده«.

و فی الحال ذهبت الی أهلها فی الخارج و نادیتهم فجاءوا الیها مسرعین، و لقد اجتمع الناس و ازدحموا حولها بأعداد کبیرة و هم یصلون علی محمد و علی آل محمد، کما أخذت النسوة باطلاق الزغارید و الهلاهل و أوشک هؤلاء المجتمعین أن یمزقوا ثیاب البنت للتبرک و المراد، – کما هی العادة فی مثل هذه الحالة – مما اضطررت لادخالها و وضعها فی احدی حجرات (غرف) الحرم الداخلیة الصغیرة و تقع هذه فی الجهة الشمالیة الشرقیة و التی لها نافذة مطلة علی الصحن الشرقی للروضة.

و بعد بزوغ الشمس بفترة قصیرة و انتشار خبر البنت و سماع الناس فی الخارج له تجمهروا بأعداد کبیرة عند نافذة (شباک) الحجرة (الغرفة) المطلة علی الصحن و تعالت منهم الأصوات علی محمد و آل محمد و الهلاهل و الزغارید و ارتفعت الأصوات، حیث اختلط الحابل بالنابل (کما یقول المثل(.

و لقد تم الاتصال بالمتصرف (المحافظ) و کان حینذاک هو (السید

عبد الصاحب القرغولی – أبوزمن) فجاء المحافظ فی الحال و طلب مخاطبة البنت بنفسه، حیث فتحت له باب الحجرة.

و بالفعل تکلم معها و استفسر عن حالها و وضعها الراهن فأجابت بمثل ما سبق لها أن أجابتنی.

ثم طلبت البنت منی شیئا من الطعام، فجلبت له الفطور، و کان هذا – علی ما أتذکر – هو (باچه علی خبز منقوع) فأکلته.

کما و وصل أثر ذلک سادن الروضة العباسیة و هو السید بدر الدین ضیاء الدین بعد أن أوصل الناس الیه الخبر و تکلم هو بدوره معها.

و طلبت أنا هنا من المحافظ تأمین اخراج البنت من الحجرة الی خارج الصحن لأن الناس قد تضاعف عددهم و سیمزقون کل ثیاب البنت (فیما لو خرجت من دون حمایة) شر ممزق لغرض التبرک بها.

و أجابنی المحافظ بأن هذا الأمر هو من صلاحیة و اختصاص خدمة الروضة و الأوقاف و لیس من صلاحیاتنا و وعد بأنه سیوعز الی مدیر الأوقاف للمجی‏ء الی هنا فورا للمساعدة فی اخراج البنت الی الخارج بسلام و أمان.

و بالفعل جاء السید مدیر الأوقاف و کان یدعی «ترکی حسن – أبوغازی» الی الروضة و بمساعدة خدمة الروضة و من یعتمد علیهم من الناس أمکن صنع زنجیل و جدار محکم من الأیدی استطعنا عبره من اخراج البنت من داخل الحجرة، و التی کانت تسیر علی قدمیها داخل هذا الطوق المحکم و المحاط من الخارج بالحشود الکبیرة من جماهیر

البلدة و التی لا تعد و لا تحصی عددا و التی کانت تردد الصلوات علی محمد و آل محمد و الهلاهل و الزغارید.

نعم أمکن ایصالها بسلام الی السیارة التی کانت واقفة عند باب قبلة العباس و التی جاء بها أهلها الی کربلاء بعد سماعهم بالخبر – باتصال هاتفی – و انطلقت السیارة بها من أمام باب قبلة العباس بین الآلاف المؤلفة من الناس الی بلدهم فی محافظة الدلیم (الأنبار(.

کما و روی لنا الشیخ الحاج عباس الکیشوان أیضا الکرامة الأخری التالیة و التی تمت تحت بصره و سمعه.

»بعد مضی فترة علی الکرامة (المعجزة) السابقة جاء رجل من أهالی بغداد لی حرم العباس رفقة طفل کان یحمله معه و بعمر (8) سنوات و کان مشلولا لا یتمکن من السیر و الحرکة.

حیث أخذه أبوه الی عدة دخول خارجیة لعلاجه ولکن من دون جدوی، لذا آثر هذا البغدادی أن یجلبه معه الی حرم العباس فی کربلاء عله یجد فی کنفه العافیة و الشفاء.

و بالفعل ربطته بشباک العباس علیه‏السلام و دعوت الله تعالی بمنزلة و مکانة العباس عنده أن یشافیه، و ما هی الا عدة ساعات (ثلاث ساعات علی وجه التحدید) و اذا بهذا الطفل یقف أمامنا صحیحا معافی من دون أیة علة أو عجز أو ما یشکو منه، و تعالت الصلوات و الهلاهل أثر ذلک من کل الحاضرین فی المکان.

و قص علینا الشیخ الحاج عباس الکیشوان أیضا هذه الکرامة لأبی

الفضل العباس و هی: «فی لیلة الجمعة و الذی یبقی فیها مفتوحا حتی الصباح – و عند منتصف اللیل من أحد أیام عام 1969 م جاء الی حرم العباس علیه‏السلام طبیب أعمی العینین (بصیر(، و طلب منی أن أتولی زیارة للعباس علیه‏السلام و الدعاء له عندالله تعالی بمکانة العباس و منزلته أن یعید بصره الیه.

و بالفعل و بعد فترة قصیرة من قیامی بما طلب منی هذا الطبیب عمله، أبصر هذا الطبیب و رأی النور لأول مرة أمامی و أمام کل من کان حاضرا فی الحرم حینذاک، و قد تعالت أثر ذلک الصلوات علی محمد و آل محمد و الزغارید و الهلاهل فی المکان…«.