ان حمل الرایة أو اللواء عند الشعوب هو مکرمة عظیمة لحاملها لأنها لا تعطیها الا لمن یحمل صفات یمتاز بها هو عن غیره، و من هذا یتبین لنا أن الامام الحسین علیهالسلام عندما عقد اللواء لأبیالفضل العباس علیهالسلام کان علی یقین بأن أخاه العباس هو أهل لذلک لما یمتاز به العباس علیهالسلام من شجاعة و ایمان بعقیدته و قوة بأسه و حلمه و صبره و نخوته عند الشدة، و هذا لا یعنی أن أصحابه الحسین علیهالسلام لا یحملون هذه الصفات و لکن للشجاعة درجات و کذلک باقی الصفات.
و قدکان هذا اللقب و هو (حامل اللواء) أشهر ألقاب سیدنا العباس علیهالسلام و أکثرها ذکرا لأن ذلک قد صدر من أخیه الامام الحسین علیهالسلام فعلا و قولا أما الفعل فقد دفع الیه لواءه الأعظم، و أما القول فقد تکرر منه علیهالسلام مرارا منها لما أراد الحملة قال: أنت حامل لوائی، و منها لما وقف علیه صریعا. و قد أکثر الشعراء من مدحه بحمل اللواء کقول بعضهم عاقدا قول الحسین علیهالسلام:
لمن اللواء أعطی و من هو جامع
شملی و فی ضنک الزحام یقینی (1).
1) بطل العلقمی.