و لما شعر الامام العظیم بدنو أجله المحتوم أخذ یوصی أولاده بمکارم الأخلاق و محاسن الأعمال، و أمرهم أن یجسدوا الاسلام فی سلوکهم و اتجاهاتهم، و فیما یلی بعض بنود وصیته.
أ – التحلی بتقوی الله التی هی الأساس فی بناء الشخصیة الاسلامیة علی أساس متکامل من الوعی و الازدهار.
ب – الالتزام بالحق قولا و عملا و به تصان الحقوق و تسود العدالة
الاجتماعیة بین الناس.
ج – مناجزة الظالم و الوقوف فی وجهه، و مناصرة المظلوم و مساعدته، و فی ذلک اقامة للعدل الذی هو من أهم الأهداف الأصیلة التی ینشدها الاسلام.
د – السعی فی اصلاح ذات البین، و ازالة البغضاء و الکراهیة بین المتخاصمین و هو من أفضل الأعمال و أهمها فی الاسلاهم لأن فیه اقامة لمجتمع متطور قائم علی المحبة و المودة.
ه – مراعاة الأیتام، و القیام بصلتهم، و رفع الحاجة عنهم، و هذا من جملة بنود التکافل الاسلامی الذی هو من أبدع ما شرعه الاسلام فی نظامه الاقتصادی.
و – الاحسان الی الجیران، و الاغداق علیهم بالبر و المعروف لأن فیه اشاعة للمحبة بین المسلمین، کما أنه فی نفس الوقت من أهم الوسائل فی تماسک المجتمع الاسلامی و وحدته.
ز – العمل بما فی القرآن الکریم من أحکام و سنن و آداب فانه خیر ضمان لصیانة سلوک الانسان المسلم، و تهذیبه، و رفع مستواه.
ج – اقامة الصلاة فی أوقاتها و أدائها علی أحسن وجه فانها عمود الدین و معراج المؤمن، و هی ترفع الانسان الی مستوی عظیم اذ تشرفه بالاتصال بخالق الکون و واهب الحیاة.
ط – احیاء المساجد بذکر الله من العبادة و العلم، و تعتبر المساجد من أهم المراکز فی اشاعة الآداب و الفضائل بین المسلمین.
ی – الجهاد فی سبیل الله بالأنفس و الأموال لاقامة معالم الدین و احیاء السنة، و اماتة البدعة.
ک – اشاعة المحبة و المودة بین المسلمین، و ذلک بالتواصل و التودد و ترک التدابر و التقاطع، و غیر ذلک مما یؤدی الی فصم عری الواحدة بینهم.
ل – اقامة الأمر بالمعروف، و النهی عن المنکر لأنه مما یؤدی الی اقامة مجتمع سلیم تسوده العدالة، أما ترک ذلک فان له من المضاعفات السیئة التی توجب ارتطام المجتمع بالفتن و البلاء کتولیة الفساق و الأشرار لشؤونه، و عدم استجابة الدعاء من أفراده.
هذه بعض الوصایا الخالدة التی أدلی بها الامام العظیم، و هو علی فراش الموت (1).
1) یلاحظ نهجالبلاغة فقد حفل بهذه الوصایا القیمة.
