جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

مبادرة ناشئتنا بالتربیة و التعلیم

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و قد نبه علی حساسیة هذه السنوات السبع من عمر الانسان، و أهمیة دورها فی مستقبل حیاة الانسان، نبینا الحبیب صلی الله علیه و اله و سلم و الأئمة من أهل‏بیته الطاهرین علیهم‏السلام، حیث أوقفونا علی أهمیة هذه المقطع الحساس من عمر الانسان، و علمونا کیف ننتهز هذه الفرصة الذهبیة من حیاة أجیالنا، المهیأة لتلقی التربیة و التعلیم، و المستعدة لمعرفة المذهب و الدین، و ذلک بتقدیم ما یلزم من تعلیم و تثقیف، و عرض ما یجب من تهذیب و تزکیة، و أمرونا بالاهتمام فی ذلک، و الاسراع فی تعلیم أحداثنا و ناشئتنا أحادیثهم الشریفة، و کلماتهم الثمینة، بعد تعلیمهم القرآن الحکیم و تفقیههم فیه، و حذرونا من التساهل و التسامح فی ذلک، لئلا یسبقنا المرجئة (و هم کل أصحاب الباطل، و جمیع أنواع المنحرفین) الی تعلیم أحداثنا زخارفهم، و تثقیفهم بأباطیلهم، و قد قال رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم: «أیما ناشی‏ء نشأ فی العلم و العبادة حتی یکبر، أعطاه الله یوم القیامة ثواب اثنین و سبعین صدیقا«. و قال الامام أمیرالمؤمنین علیه‏السلام کما فی نهج‏البلاغة فی وصیته لابنه الامام الحسن علیه‏السلام: «انما قلب الحدث کالأرض الخالیة، ما القی فیها من شی‏ء قبلته، فبادرتک بالأدب قبل أن یقسوا قلبک، و یشتغل لبک«.

و علیه: فان الانسان اذا لم یثقف بثقافة النبی صلی الله علیه و اله و سلم و الأئمة من أهل‏بیته علیهم‏السلام، و هی الثقافة الصحیحة المنشودة، من أول شبابه، و لم یهذب بتعالیمهم الانسانیة الراقیة فی هذه السنوات السبع المهمة من عمره، تلاقفته الثقافات الاخری، و قسی قلبه عن قبول الحق و الاذعان له، و اشتغل لبه بما یصرفه عن التوجه للحق و الاشتغال بتعلمه و قبوله. و هذا هو ما یعانیه مجتمعنا الاسلامی،

و تئن منه امتنا الاسلامیة فی هذا الیوم، حیث تلاقفت شبابنا الثقافات الاخری، و خدعتهم تعالیمهم البراقة، و جرتهم الی الرذیلة و الشقاء، ثم قست قلوبهم علی الباطل، و اشتغلت البابهم عن معرفة الحق، الا من عصم الله.