جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

زیارة العباس

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و فی زیارة أبی‏الفضل العباس علیه‏السلام – تظهر مواصفاته واضحة کالشمس یقول فی الزیارة: أشهد أنک لم تهن و لم تنکل لأن العقیدة القویة الصلبة هی ضد الوهن و الذل و النکال. و لذلک کانت شخصیة أبی‏الفضل العباس، انعکاسا للحق، و العدالة و الحریة، بصدق و إخلاص و إیمان.

کما أنه ورد فی الزیارة: «لعن الله أمة استحلت منک المحارم، و انتهکت فی قتلک حرمة الإسلام. -» و حرمة الإسلام لا تنتهک بقتل أی مسلم مهما کان عظیما، و مهما کان أنحره فی الإسلام مشکورا – و إنما تنتهک الحرمة بقتل العالم لأن العالم إذا مات ثلم فی الدین ثلمة لا یسدها شی‏ء. و أبوالفضل العباس کان من کبار العلماء فی الإسلام، من الذین تخرجوا من جامعة الإمام علی – علیه‏السلام.

أصل الفکرة أن الزیارة – زیارة الحسین و أهل البیت علیهم‏السلام – تحفظ الجانب الإنسانی فی الإنسان و تعمق الإیمان فی قلبه.. فمثلا، حین یعطل الإنسان وظائف أعضائه: قلبه.. بصره.. سمعه فإنه یکون أقل منزلة من البهائم: «و لقد ذرأنا لجهنم کثیرا الخ..» و لأنهم لم یفکروا بعقولهم، و لم یسمعوا بآذانهم، و لم یبصروا بأعینهم، فکانت نتیجة عملهم هذا أنهم فی

النار خالدون – و معنی الآیة واضح أی أنهم لم یفکروا فی المستقبل، و لم یفکروا بما ستؤدی هذه الأعمال الخ.. ثم لم یصغوا أسماعهم أی أنهم لم ینتفعوا بالنصائح.. و لم یبصروا سوء العاقبة، أو لم یبصروا بما وقع علی غیرهم من البلاء، بالإضافة إلی أنهم لم ینتفعوا بأسماعهم. کما قال أهل النار: لو کنا نسمع أو نعقل ما کنا فی أصحاب السعیر.

أقول: لأن هذا هو السبب فی دمارهم و تمزقهم..

فإذا عرفنا السبب، أدرکنا کم هی زیارة الحسین عمیقة التربیة و عظیمة المنفعة للناس و کیف تربیهم هذه الزیارة و تجعلهم فی جادة السعادة.

ففی الزیارة نقرأ العبارة التالیة:

»لبیک داعی الله إن کان لم یجبک بدنی عند استغاثتک و لسانی عند استنصارک، فقد أجابک قلبی، و سمعی و بصری«.

و لا حظوا الدقة فی التعبیر، فهذه هی منافذ العلم، و طرق الوعی، و الرشد. و الإیمان..

و حین تنغلق فإنه یستحیل علی الإنسان أن یری نور الحق، و ضیاء الإیمان.

و لذلک نجد قوم نوح حین أغلقوها، أدی إغلاقها إلی هجوم الطوفان علیهم.

فی حین نجد فی زیارة الحسین، الترکیز علی فتح هذه القنوات، و الترکیز علی أن تکون مفتوحة، و مهیأة دائما للتلقی، أی أنها تتلقی المعین و تصبه فی هذه الأرض الطیبة و التی هی نفس المؤمن الخ.

و من هذا المنطلق کانت زیارة أبی‏الفضل العباس – علیه‏السلام – مهمة و مرغوبة بحد ذاتها لأنها مدرسة کبیرة فی التربیة و الجهاد و الحریة.

و تعالوا معی لنقرأ زیارة أبی‏الفضل العباس کما جاءت فی مفاتیح الجنان بخشوع و إیمان و وعی.