بسم الله الرحمن الرحیم
و لا تحسبن الذین قتلوا فی سبیل الله أمواتا بل أحیآء عند ربهم یرزقون
سورة آل عمران (169)
یستبشرون بنعمة من الله و فضل و أن الله لا یضیع أجر المؤمنین
سورة آل عمران (171)
- أنت – یا قدوة الثوار و الأحرار – قد تألقت فی سماء هذا الشرف، رمزا للبطولات، و عنوانا للتضحیة و الفداء، فقد رأیت الحکم الأموی السحیق یسوس المجتمع نحو الدمار الشامل، یسحق الکرامات، و یقضی علی الحریات، و یمتص الأقوات و یقود المجتمع الی حیاة بائسة لا ظل فیها للعدل الاجتماعی و العدل السیاسی، فرفعت رایة التحریر مع أخیک أبی الأحرار و سیدالشهداء علیهالسلام الذی جسد آمال الشعوب و طموحاتها، و سعی لتحریر ارادتها، و اعادة کرامتها.
لقد وقفت مع أخیک فی خندق واحد فرفعتما کلمة الله الهادفة الی کرامة الانسان، و بناء حیاة آمنة مستقرة لا ظل فیها للظلم و الطغیان.
– أما أنت – یا أباالفضل – فکنت هبة من الله لهذه الأمة، فقد فتحت لها آفاقا مشرقة من الحریة و الکرامة، و علمتها أن التضحیة یجب أن تکون خالصة لله، و بعیدة کل البعد عن الرغبات و العواطف و سائر المیول التی مآلها الی التراب، و بهذه الروح الاسلامیة الأصیلة کانت تضحیتک – یا أباالفضل – فقد اتسمت
بالدفاع عن الحق، و الذب عن القیم و المبادیء – و هذا هو السر فی خلود تضحیتک، و تفاعلها مع عواطف الناس علی امتداد التاریخ.
– أما أنت – یا قمر بنیهاشم – فقد أقمت صروح الحق فی دنیا العرب و الاسلام و شیدت للمسلمین مجدا شامخا بنصرتک لأخیک سیدالشهداء، الذی نافح من أجل أن تسود العدالة الاجتماعیة فی الأرض و توزع خیرات الله علی المضطهدین و المحرومین، و تحملت معه أعباء هذه الرسالة، و بهذا کنت مع أخیک، و سائر الشهداء الممجدین من أهل البیت و أنصارهم الطلائع المقدسة لشهداء الحق فی جمیع أنحاء الأرض.