و بادر الخبیث الدنس شمر بن ذیالجوشن الی سیده ابنمرجانة فأخذ منه أمانا لأبیالفضل و أخوته الممجدین، و قد ظن أنه سیخدعهم، و یفردهم عن أخیهم أبی الأحرار، و بذلک یضعف جیش الامام، لأنه یخسر هؤلاء الأبطال الذین هم من أشجع فرسان العرب، و جاء الخبیث یشتد کالکلب، و قد وقف أمام جیش الحسین، و هتف منادیا:
»أین بنو أختنا العباس، و اخوته؟..«.
و هبت الفتیة کالأسود، فقالوا له:
»ما ترید یا ابنذیالجوشن؟..«.
فانبری مستبشرا یبدی لهم الحنان المزیف قائلا:
»لکم الأمان..«.
و صاحوا به، و هم یتمیزون من الغیظ، فقد لذعهم قوله:
»لعنک الله، و لعن أمانک، أتؤمننا، و ابن بنت رسول الله صلی الله علیه و آله، لا أمان له…» (1).
و ولی الخبیث خائبا، فقد ظن أن السادة الأماجد اخوة الامام من طراز أصحابه الممسوخین الذین باعوا ضمائرهم علی ابنمرجانة و وهبوا حیاتهم للشیطان، و لم یعلم أن اخوة الحسین علیهالسلام من أفذاذ الدنیا، الذین صاغوا الکرامة الانسانیة، و صنعوا الفخر و المجد للانسان.
1) أنساب الاشراف، ق 1 / ج 1.