و سری السم فی جمیع أجزاء بدن الامام علیهالسلام من جراء الضربة الغادرة التی عممه فیها ابن الیهودیة عبدالرحمن بن ملجم، و أخذ الموت یدنو الیه سریعا سریعا، و قد استقبل امام المتقین الموت بثغر باسم، و نفس آمنة مطمئنة متعطشة الی لقاء الله راضیة بقضائه و قدره، و کان لا یفتر لحظة واحدة عن ذکر الله، و قراءة کتابه، و قد حف به أبناؤه و هم یذرفون أحر الدموع قد مزق المصاب قلوبهم، و قد استقبل القبلة حامدا لله حتی ارتفعت روحه العظیمة الی بارئها تحفها ملائکة الرحمن، و أرواح الأنبیاء و الأوصیاء و قد ازدهرت به جنان الخلد.
لقد توفی عملاق الفکر الانسانی، و رائد العدالة الاجتماعیة فی الأرض، لقد عاش هذا الامام العظیم غریبا فی مجتمع لم یعرف مکانته، و لم یع قیمه و أهدافه التی کان منها أن ینفی البؤس و الشقاء من الأرض، و ینفی الحاجة و الحرمان عن بنی الانسان، فیوزع علیهم خیرات الله، فثارت
فی وجهه العصابة المجرمة من الرأسمالیة القرشیة، و أوغاد الأمویین الذین اتخذوا مال الله دولا، و عباد الله خولا، و قد صمد الامام فی وجوههم، و لم ینثن عن عزمه الجبار حتی استشهد مناضلا عن قیمه و أهدافه.