هذا و لم ینس التاریخ سقایة الامام الحسین علیهالسلام أهل العراق و ذلک بعد مغادرته مکة و المدینة متجها نحو الکوفة و فی منزل شراف، حیث لما کان وقت السحر أمر فتیانه بأن یستقوا من الماء و یکثروا، ففعلوا ذلک و هم لا یعلمون أنه لماذا أمرهم علیهالسلام بالاکثار من الماء، ثم ارتحلوا، و فی الطریق اذا بهم قد التقوا بالحر و جیشه و کان قد أضر بهم العطش، و أسعر قلوبهم حر الشمس، و ثقل الحدید، و هنا عرف الفتیة الهدف من اکثار الماء عندما قال لهم الامام الحسین علیهالسلام: أسقوا القوم وارووهم من الماء، و رشفوا الخیل ترشیقا، فقام الفتیة بسقی القوم حتی أرووهم من الماء، ثم أقبلوا یملئون القصاع و الأوانی بالماء و یدنونها من الخیل، فاذا عبت فیها ثلاثا و أکثر، وارتوت منه، صبوا بقیة الماء علیها، و کان آخر من جاء من جیش الحر رجل یقال له: علی بن الطحان المحاربی، فلما رأی الامام الحسین علیهالسلام ما به و بفرسه من العطش قال له: انخ الروایة أی: الجمل المحمل بالماء لکنه لم یعرف ما یفعل، فقال له: یا ابن أخی! انخ الجمل، فأناخه، فقال له: اشرب، فجعل کلما شرب سال الماء من السقاء، فقال له: أخنث السقاء أی: أعطفه، لکنه
أیضا لم یدر کیف یفعل، فقام الامام الحسین علیهالسلام بنفسه و خنث له السقاء و قال له: اشرب اسق فرسک، فشرب و سقی فرسه أیضا و رشفه ترشیفا.