السدانة هی خدمة المعبد و القیام بشؤونه و لوازمه و تحری کلاءته عن أی عادیة و قد اتخذت العرب بیوتا تعظمها کتعظیم الکعبة و جعلوا لها حجابا و سدنة و کانوا یهدون الیها کما یهدون الی الکعبة و یطوفون کما یطوفون بالکعبة و ینحرون بها مثلها. کل ذلک مع معرفتهم فضل البیت الحرام و الکعبة المشرفة لأنها بناء الخلیل. (1).
فالبیت المعظم الذی یتخذ معبدا و مأوی للوفود والزائرین و محلا للدعاء و الابتهال لابد و ان یجعل له حجبة و سدنة یرعون حرمته فنصب السادن من لوازم جلالة المحل و وجود المثمنات فیه فلن تجد محلا له شأن الا و رأیت له خدمة.
و بمناسبة منعة المحل لا یقیض له من سوقة الناس و من لا کفاءة له بالقیام بالخدمة لان فیه حطا من کرامته وتحطیما لمکانته فمن حق المقام ان یکون السادن شریف قومه و کریم بیته لا یسبق بمجد و لا یلحق بشرف.
و من هنا نشاهد السدانة فی حرم أبیالفضل علیهالسلام یتولاها شریف بعد شریف حتی انتهی الامر الی الهاشمی المبجل السید مصطفی و منه الی خلفه الشهم الهمام السید مرتضی الذی لا تعد مآثره و لا آثاره و أیادیه الجمیلة و مساعیه المشکورة حول خدمة الحرم و عمارته و تنویره و تزیینه و کان کما یهواه السؤدد و الخطر و تختاره طهارة العنصر و نزاهة الاعراق و یرتئیه المجد الهاشمی و المولد العلوی.
و قام نجله الزکی (السید محمدحسن) بکل ما یستطیعه من خدمة الحرم.
1) البدایة و النهایة لابن کثیر ج 2 ص 192.
