3- العلم بالأخلاق و الآداب الفردیة و الاجتماعیة، فانه یجب علی کل مسلم و مسلمة العلم بالامور التالیة:
أولا: العلم بکیفیة تنسیق رابطته مع الله تعالی، و کتابه، و دینه، و رسله، و أولیائه.
ثانیا: العلم بکیفیة تنسیق رابطته مع نفسه و روحه، و فکره و عقله، و عواطفه و غرائزه، و جوارحه و أعضائه، و سائر شؤنه الفردیة.
ثالثا: العلم بکیفیة معاشرته مع والدیه و ذویه، و اخوته و أخواته، و زوجته و أولاده، و أصدقائه و شرکائه، و أقربائه و أرحامه، و معلمه و استاذه، و حاکمه و سلطانه، و سائر أفراد المجتمع، سواء المجتمع الصغیر و هو محیط الاسرة و العائلة، أم المجتمع الکبیر و هو محیط المحلة و البلدة، و الدولة و العالم.
رابعا: العلم بکیفیة تعامله مع الآخرین فی بیعه و شرائه، و حرفته و مهنته، و قبضه و بسطه، و حله و ترحاله، و سفره و حضره، و الی غیر ذلک من الامور التی یجمعها رابط العلاقات و الروابط الفردیة و الاجتماعیة، و یعمها عامل العشرة و المعاشرات الخصوصیة و العمومیة.
هذا و لا یخفی أن هناک فی مجال الأخلاق و الآداب الفردیة و الاجتماعیة، روایات و أحادیث کثیرة، تدلنا علی مکارم الأخلاق، و محاسن الآداب، ما فیها لنا غنی عن غیرها، و لعل من أجمعها و أشملها هی «رسالة الحقوق» المرویة عن الامام زینالعابدین علیهالسلام، فانه یجب علی کل مسلم، بل علی کل انسان حر مطالعة هذه الرسالة بدقة، و مدارستها بهمة و علقة، ثم تطبیق ما جاء فیها تطبیقا حرفیا فی کل شؤنه الفردیة و الاجتماعیة، و روابطه و معاشراته الخصوصیة و العمومیة، علما بأن تطبیقها ضامن لسعادة الفرد و الجتمع، و متکفل للتقدم فی الحیاة الخاصة و العامة، و علینا أن نؤسس دورات تعلیمیة، و حلقات تمرینیة، نعلم فیها ناشئتنا و شبابنا کیف یمارسون تعالیم هذه الرسالة المبارکة «رسالة الحقوق«، و ندربهم فیها علی أنه کیف یطبقونها فی حیاتهم العملیة تطبیقا حرفیا؟ و ذلک ان أردنا أن نستعید عزنا و سعادتنا، و نسترجع کیاننا و سؤددنا، انشاء الله تعالی.