و أشاع معاویة الظلم و الجور فی جمیع أنحاء العالم الاسلامی، فقد سلط علی المسلمین ولاة اراهابیین، قد نزعت الرحمة من قلوبهم فأسرفوا باقتراف الجرائم و الاساءة الی الناس، و کان من أشدهم قسوة، و أکثرهم جرما الارهابی زیاد بن أبیه فقد صب علی العراق وابلا من العذاب الألیم، فکان یسوق المتهمین الی ساحات الموت و الاعدام من دون اجراء أی تحقیق معهم، فقد کان یحکم بالظنة و التهمة، – کما أعلن ذلک فی بعض خطبه – و لم یتحرج من سفک الدماء بغیر حق، و لم یتأثم فی نشر الرعب و الخوف بین الناس، فکان کأخیه اللاشرعی معاویة قد انتهک جمیع حرمات الله.
لقد عجت البلاد الاسلامیة من الظلم و الجور، حتی قال القائل: ان نجا سعد فقد هلک سعید، و کان من أشد الناس بلاء و أعظمهم محنة شیعة أهل البیت علیهمالسلام فقد أمعنت السلطة فی ظلمهم، و الاعتداء علیهم فزجت الکثیر منهم فی ظلمات السجون و زنزانات التعذیب، و سملت منهم
الأعین، و أذاقتهم جمیع صنوف التعذیب، لا لذنب اقترفوه و انما لولائهم لأهل البیت علیهمالسلام.
و قد شاهد أبوالفضل علیهالسلام الصور المفجعة من الاضطهاد و التنکیل التی حلت بشیعة أهل البیت، مما زاده ذلک ایمانا بضرورة الجهاد، و القیام بثورة ضد السلطة الأمویة، لانقاذ الأمة من محنتها، و اعادة الحیاة الاسلامیة بین المسلمین.