جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

اداء فریضة الصلاة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و انتصف النهار و حان میقات صلاة الظهر فوقف المؤمن المجاهد أبوثمامة الصائدی فجعل یقلب وجهه فی السماء کأنه ینتظر أعز شی‏ء عنده و هی أداء صلاة الظهر، فلما رأی الشمس قد زالت التفت الی الامام قائلا:

»نفسی لنفسک الفداء، أری هؤلاء قد اقتربوا منک، والله لا تقتل حتی أقتل دونک، و أحب أن ألقی ربی، و قد صلیت هذه الصلاة التی قد دنا وقتها…«.

لقد کان الموت منه کقاب قوسین أو أدنی، و هو لم یغفل عن ذکر ربه، و لا عن أداء فرائضه، و جمیع أصحاب الامام علیه‏السلام کانوا علی هذا السمت ایمانا بالله، و اخلاصا فی أداء فرائضه.

و رفع الامام رأسه فجعل یتأمل فی الوقت فرأی أن قد حل وقت أداء الفریضة فقال له:

»ذکرت الصلاة، جعلک الله من المصلین الذاکرین، نعم هذا أول وقتها…«

و أمر الامام علیه‏السلام أصحابه أن یطلبوا من معسکر ابن‏زیاد أن یکفوا عنهم القتال لیصلوا لربهم، فسألوهم ذلک فانبری الرجس الخبیث الحصین ابن نمیر قائلا:

»زعمت أن لا تقبل الصلاة من آل رسول صلی الله علیه و آله و تقبل منک یا حمار!!«.

و حمل علیه الحصین فسارع الیه حبیب فضرب وجه فرسه بالسیف فشبت به الفرس فسقط عنها، و بادر الیه أصحابه فاستنقذوه. (1).

و استجاب أعداء الله مکیدة لطلب الامام فسمحوا له أن یؤدی فریضة الصلاة، و انبری الامام للصلاة، و تقدم أمامه سعید بن عبدالله الحنفی یقیه بنفسه السهام و الرماح و اغتنم أعداء الله انشغال الامام و أصحابه بالصلاة فراحوا یرشقونهم بسهامهم و کان سعید الحنفی یبادر نحو السهام فیتقیها بصدره و نحره، و وقف ثابتا کالجبل لم تزحزحه السهام، و لا الرماح و الحجارة التی اتخذته هدفا لها و لم یکن یفرغ الامام من صلاته حتی أثخن سعید الجراح فهوی الی الأرض یتخبط بدمه و هو یقول:

»اللهم العنهم لعن عاد و ثمود، و أبلغ نبیک منی السلام، و ابلغه ما لقیت من ألم الجراح، فانی أردت بذلک ثوابک و نصرة ذریة نبیک..»

و التفت الی الامام قائلا له بصدق و اخلاص:

»أوفیت یا ابن رسول الله؟.«.

فأجابه الامام شاکرا له:

»نعم أنت أمامی فی الجنة..«.

و ملئت نفسه فرحا حینما سمع قول الامام، ثم فاضت نفسه العظیمة الی بارئها فقد أصیب بثلاثة عشر سهما عدا الضرب و الطعن (2) و کان هذا منتهی ما وصل الیه الوفاء، و الایمان، و الولاء للحق.


1) تاریخ ابن‏الاثیر 3 / 291.

2) مقتل الحسین للمقرم (ص 297(.